برنامج (يو ناو) ما له وما عليه

السبت، 29 أكتوبر 2016

أثار ظهور البرنامج الاجتماعي الجديد “يو ناو” ضجة عارمة في المجتمع الخليجي بسبب خطورته من وجهة نظرهم، حيث يتيح هذا البرنامج للشخص التحدث مع الجميع عبر بث مباشر، أي أن تأثيره سيكون أقوى من “تويتر” الذي يعتمد على التغريدات فقط وأيضاً أقوى من “يوتيوب” الذي يعتمد على المقاطع المسجلة فقط التي تحتاج للرفع في عدة دقائق أو ساعات.

وكانت شركة “بلوق تي في” الإسرائيلية قد أسست موقعها الإلكتروني الرسمي في يونيو 2004 هدفه إعطاء أصحاب المدونات الإلكترونية الحرية التامة في التحدث مع زوارهم عبر البث المباشر المفتوح، قبل أن تصل هذه الفكرة إلى أمريكا في عام 2007 ثم إلى جميع دول العالم، لتصبح لهذه الخدمة شعبية عالية في إسرائيل وأمريكا وقارة أوروبا.
إلا أنها لم تجد القبول في منطقة الشرق الأوسط وقارتي آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية بسبب فكرها التقليدي وهي إجبار الشخص على تأسيس مدونة في نفس الموقع حتى يحق له استخدام ميزة البث المباشر، لتواجه خدمة “بلوق تي في” مشكلة نقص الشعبية في عام 2011 أي في زمن ما يسمى “الربيع العربي” الذي شهد ارتفاع شعبية المواقع الاجتماعية الأخرى كالفيسبوك وتويتر واليوتيوب، لتصدر الإدارة في مارس 2013 قراراً تاريخياً بتغيير سياسة موقعها الرسمي عبر إلغاء فكرة المدونة والسماح للزوار باستخدام البث المباشر فقط دون تعقيد، ليتغير اسم الموقع والخدمة بشكل عام من “بلوق تي في” إلى “يو ناو” الذي نشاهده الآن ينجح في تحقيق شعبية عالية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً أوطاننا العربية والخليجية.

مخاوف الجميع من هذا البرنامج مبررة ولا يمكن إلغائها لأن هذا البرنامج تأسس في دولة أو بالأحرى كيان نخاف منه بسبب شهرته في التجسس على شعوب العالم عبر جهازه الجاسوسي الشهير الموساد، وأيضاً لأن خدمة البث المباشر ساعدت في ظهور بعض المظاهر الغير اللائقة وتخالف الذوق العام وعادات وتقاليد شعوب الخليج بسبب أن هذا خدمة البث المباشر لا تعترف بمقص الرقيب.

ولكن عند النظر إلى الجانب الآخر في هذه الخدمة، سنجد أن بعض أبناء وبنات المنطقة العربية نجحوا في تقديم المفيد للبرنامج ولشعوب أوطانهم عبر فتحهم باب الحوارات والنقاشات الفكرية والأدبية المحترمة، حيث شاهدنا بعض الحسابات تتحدث عن خطر الفوضى الخلاقة التي دمرت بعض الأوطان العربية، وحساب آخر يناقش الجميع بشكل مباشر عن أهمية تطوير قطاع السياحة في أوطانهم العربية من أجل تقديم صورة رائعة للوطن في عيون الغرب وأيضاً تنمية اقتصاد البلدان العربية من هذا القطاع الهام.

جميع برامج الانترنت تحمل سلا ذو حدين، إذا تمكنا من استخدام سلاح “يو ناو” بالشكل الصحيح فأننا سننجح في إنجاب عدة مواهب شابة تجيد التحدث عن أوطانها وعن طموحاتهم وأحلامهم مع تقديم صورة جميلة عن سماحة الإسلام وجمال أوطاننا للخارج، ولكن إذا استخدمنا هذا السلاح الفتاك بالطريقة الخاطئة فأنه سيكون سلاحاً ساماً على عقول مجتمعنا وأمن أوطاننا.



Emoticon